أزهار البياتي (الشارقة)

من باريس، عاصمة الأناقة والجمال، ووسط أجواء ساحرة مفعمة بنفحات الرومانسية والغموض، استعرض المصمم العالمي اللبناني الأصل إيلى صعب مجموعة بديعة من الأزياء الراقية، وذلك ضمن موضة خط الملابس الجاهزة لعام 2018، مقدماً من خلالها أيقونات مترفة من الأفكار والتصاميم، من تلك التي تعكس وعبر تفاصيلها كافة سمات مؤثرة من التكلف، التألق والثراء.

كلاسيكية معاصرة
في هذه التشكيلة، اعتمد صعب رسم طرازه المتفرد في التصميم، وكأنه يغوص في عالم المرأة ويحلق معها بعيداً إلى فضاءات الحلم والخيال، مستشرقاً خصال من شخصها، رقتها، وأنوثتها الطاغية، مبتكراً مجموعة من الأزياء التي تتنفس الأناقة والرقي، غلب عليها السواد الحالك، والذي يعد اللون المفضل عند المصمم، مبتدعاً من ظلاله قطع وموديلات مفعمة بعناصر الثراء والفخامة بكل المقاييس، حمل كل تصميم منها روح كلاسيكية أصيلة، ولكن ضمن مخرجات أكثر معاصرة وحداثة، منفذة وفق أسلوب مترف ومثير، بحيث تغلف قوام من ترتديها من النساء بمنتهى الغواية والدلال.

قوالب آسرة
اختار المصمم لهذا العام أن يلعب على وتر الرومانسية الحالكة، ليعيد صياغتها ضمن أجواء من السحر والغموض، فهو يرى المرأة تزداد جمالاً كلما كانت أنثى غامضة وبعيدة المنال، مصمماً لها تشكيلة مكونة من 64 قطعة وموديل، تبدو في هيئتها أقرب لطراز الهوت كوتور منها لخط الملابس الجاهزة، معبراً من خلالها عن مفردات جمالية طبعت لمساتها على تفاصيل القصّات وبين طبقات القماش، رسمت بخطوط أنثوية مدروسة، بحيث تنسجم مع تضاريس الجسد وتظهر أجمل حناياه، ظهر معظمها على شكل فساتين أنيقة وبديعة لمختلف المناسبات، مزينّة بالكشاكش والرفل والتقطيعات، تداخلت فيما بينها لجة من الأتوال والموسلين والدانتيلات، عاكسة جميعاً قوالب فنية، شفافة، وآسرة وبامتياز.

أنوثة وجمال
على الرغم من أن طراز صعب اندرج منذ البدايات تحت خانة المدرسة الكلاسيكي في التصميم، والتي طبعت ملامح أسلوبه لسنوات، إلا أنه مع مطلع كل موسم يعيد رسم رؤاه الحالمة وفق مخرجات ابتكارية مختلفة، راسماً نمطه المتفرد في هذا المجال، مستغرقاً في تفاصيل تشكيلاته لأبعد الحدود، بحيث تتحّول أثوابه في نهاية المطاف إلى نماذج ترفل بعناصر الترف والفخامة، وتعكس لمسات إبداعية في الشكل والمضمون، لتبرز بين هذه التشكيلة أنماط متعددة من القطع والفساتين، تتنوع أطوالها وتختلف بين «الميني، المدي، والماكسي»، من تلك التي فصّلت بقصّات معقدة وخطوط مثيرة تلف منطقة الجذع بغواية، فيما ترفرف تنوراتها بطبقات متحررة تتطاير مع كل نسمة هواء.

شفافية القماش
أما الأقمشة والخامات، فنفذت هذه الباقة بنوعيات وثيرة وشفافة، تتسم بالخفة والغنى في ذات الأوان، ميّز بعضها أدوار متتالية من الأتوال والشيفونات، فيما توالف في بعضها الآخر كشاكش الموسلين مع الدانتيل، متشحة جميعاً بمسطرة لونية دراماتيكية حالكة، تألقت مساحات منها بأطياف ألوان حميمية ودافئة، مع شيء من ظلال الدينم «الجينز» الزرقاء، كما ظهرت تدرجات باستيلية هادئة برز منها البيج العاجي، والوردي بلون البشرة Skin color، بالإضافة إلى شك يدوي ناعم مشغول بالباييت والخرز والستراس، ومطرزات بخيوط الحرير تنتهي بالريش، أضفت بدورها مزيداً من الألق والثراء على كل قطعة وموديل.